الاثنين، 2 أغسطس 2010

الزيادة عن النصاب : ما هذا التنفيل الذي يفوق في نقاطه اغلب الشهائد العلمية ويعادل 10 سنوات اقدمية ؟

نتيجة لسياسة التنظيم العائلي المعتمدة في البلاد منذ الـ60ـات تراجع عدد التلاميذ وطفت على السطح منذ سنوات مشكلة الزيادة عن النصاب في التعليم الاساسي نتيجة تراجع عدد الاقسام واغلاق بعض المدارس واعتماد الادماج section . وها ان مشكلة الزيادة عن النصاب تصبح منذ بضع سنوات شاملة للاساتذة في التعليم الثانوي بمرحلتيه، رغم السعي الى تقليص عدد تلاميذ القسم الواحد ، ولمواجهتها وضعت وزارة الاشراف جملة من المقاييس لتحديد الاساتذة المعنيين بالزيادة عن النصاب .
والمتامل في المقاييس يلاحظ وجاهة البنود الاربعة الاولى من المنشور الوزاري المنظم لمسالة الزيادة عن النصاب
والمتمثلة في :
1 - الاقدمية .
2 - الشهائد العلمية .
3 - الرتبة .
4 - الحالة العائلية .
غير ان البند الخامس والمتمثل في تنفيل مدرسي الاقسام النهائية بـ 10 نقاط يبقى بندا مثيرا للجدل . ويطرح العديد من التساؤلات .
فما هي المقاييس العلمية والبيداغوجية التي تجعل مدرسي الاقسام النهائية في مرتبة اعلى من باقي المدرسين ؟ وما هذا التنفيل الذي يفوق في نقاطه اغلب الشهائد العلمية ويعادل 10 سنوات اقدمية ؟الا يفتح هذا البند الباب على مصراعيه لتهافت الزملاء على الاقسام النهائية هروبا من الزيادة عن النصاب ؟ الا يسبب ذلك صراعا بين الاساتذة يساهم في تفريق صفهم وتشتيت وحدتهم ؟ الا يمكن ان يستغل هذا البند كاداة عقاب يصفي بها بعض المديرين او بعض المتفقدين من عاشقي السلطة حسابات شخصية مع بعض الزّملاء ، او ان يعتمد من قبلهم كوسيلة جزاء لمن يرضون عنه ؟ خاصة وان المديرين والمتفقدين معا هم المتحكمون في التوزيع البيداغوجي . الا يكرس ذلك كله العقلية البيروقراطية داخل مؤسساتنا التربوية ؟الا يلهب ذلك كله الصراع بين الزملاء من اجل الحصول على الاقسام النهائية هروبا من الزيادة عن النصاب؟
حيال كل ذلك :
لماذا لا يقع حذف هذا البند ؟او لماذا لا يخفض التنفيل الخاص به الى الحد الادنى كان نجعله مساويا لسنتين اقدمية مثلا ، بما يتناسب مع بعض المجهود الاضافي الذي يبذله مدرسو الاقسام النهائية ؟ ثم لماذا يبقى التوزيع البيداغوجي حكرا على المدير والمتفقد ؟ لماذا لا يكون للاساتذة نفس دور زملائنا في التعليم الاساسي ، في توزيع المستويات ؟

نجيب البرقاوي : استاذ اول تعليم ثانوي ومدرس للاقسام النهائية